إنَّ للاستغفار مكانةً في الدِّين عظيمة، وللمستغفرين عند الله أجوراً كريمة، وثمارُ الاستغفار ونتائجُه الحميدةُ في الدنيا والآخرة لا يحصيها إلاَّ الله، ولهذا كثرت النصوصُ القرآنية والأحاديثُ النبويةُ المرشدةُ إلى الاستغفار، والحاثَّةُ عليه، والمبيِّنةُ لفضله وعظيمِ أجرِه.
يقول الله تعالى: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا} 1، ويقول تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ الله} 2، ويقول تعالى: {وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} 3، ويقول تعالى عن نوح عليه السلام: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنَينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَكُمْ أَنْهَارًا} 4، والآياتُ في هذا المعنى كثيرة، وهي دالَّةٌ على عظيم شأن الاستغفار وتنوُّع فوائده وثمراته.
جاء في الأثر عن الحسن البصري رحمه الله: " أنَّ رجلاً شكى إليه الجدبَ، فقال: اسْتَغْفِرِ الله، وشكى إليه آخر الفقرَ، فقال: اسْتَغْفِرِ الله، وشكى إليه آخر جفاف بُستانه، فقال: اسْتَغْفِرِ الله، وشكى إليه آخر