يعنِي تفضيل الدعاء على غيره من العبادات مطلقاً، بل جنس الذِّكر أفضلُ من جنس الدعاء من حيث النظر إلى كلٍّ منهما مجرَّداً، وقراءة القرآن أفضلُ من الذِّكر، والذِّكرُ أفضل من الدعاء، هذا من حيث النظر إلى الكلِّ مجرَّداً، وقد يعرض للمفضول ما يجعله أولى من الفاضل1.

وهذا بابٌ شريفٌ من العلم ينبغي للمسلم أن يدركه وأن يعتني بفهمه تمام العناية؛ ليدرك الأفضل في كلِّ وقت وحال، وليحوز على الأكمل له في عبادته لربِّه وطاعته لمولاه في كلِّ زمان ومكان، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ضابطاً دقيقاً للتفاضل بين العبادات وتنوع ذلك بحسب أجناس العبادات وأوقاتها واختلاف أمكنتها واختلاف القدرة على القيام بها ونحو ذلك، وعلى ضوئه يُدرك المسلمُ الأفضلَ له بحسب تلك الاعتبارات المشار إليها.

قال رحمه الله: " إنَّ الأفضل يتنوَّع: تارة بحسب أجناس العبادات، كما أنَّ جنسَ الصلاة أفضل من جنس القراءة، وجنس القراءة أفضل من جنس الذِّكر، وجنس الذِّكر أفضلُ من جنس الدعاء.

وتارة يختلف باختلاف الأوقات كما أنَّ القراءةَ والذِّكرَ والدعاءَ بعد الفجر والعصر هو المشروع دون الصلاة.

وتارة باختلاف عمل الإنسان الظاهر، كما أنَّ الذِّكرَ والدعاءَ في الركوع والسجود هو المشروع دون القراءة، وكذلك الذِّكرُ والدعاءُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015