وروى ابن جرير الطبري عن عمارة بن صياد قال: "سألني سعيد ابن المسيب عن "الباقيات الصالحات"، فقلت: الصلاة والصيام، قال: لم تُصب، فقلت: الزكاة والحج، فقال: لم تصب، ولكنهن الكلمات الخمس: لا إله إلاَّ الله، والله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله".

وأثر ابن المسيب هذا يوهم أنَّ "الباقيات الصالحات" محصورة في هؤلاء الكلمات الخمس، والذي عليه المحققون من أهل العلم أنَّ "الباقيات الصالحات" هنَّ جميع أعمال الخير، كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {والباقيات الصالحات} قال: هي ذكر الله قول لا إله إلاَّ الله، والله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، وتبارك الله، ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله، وأستغفر الله، وصلى الله على رسول الله، والصيام والصلاة والحج والصدقة والعتق والجهاد والصلة وجميع أعمال الحسنات وهن الباقيات الصالحات، التي تبقى لأهلها في الجنة ما دامت السموات والأرض.

وقد ورد في فضل هذه الكلمة وبيان عظم مكانتها عند الله وما يترتّب عليها من أجر وثواب نصوصٌ خاصة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، منها ما رواه البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فكنا إذا علونا كبّرنا، وفي رواية: فجعلنا لا نصعد شرفاً ولا نعلو شرفاً ولا نهبط في واد إلاَّ رفعنا أصواتنا بالتكبير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائباً ولكن تدعون سميعاً بصيراً"، ثم أتى عليَّ وأنا أقول في نفسي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015