ترجم الإمام ابن حِبَّان -رحمه الله تعالى- لحديث أنس -رضي الله عنه-:
"ذِكْرُ خبرٍ أَوْهَمَ مَنْ لم يُحْكِم صناعةَ الحديثِ أن آخرَ الزمان على العمومِ يكون شرَّا من أوَّلِهِ" (?)، ثم أَتْبَعَهُ بترجمة تَدْفَعُ هذا الإيهام، فقال:
"ذِكْرُ الخبرِ المصرِّح بأن خبر أنس بن مالك لم يُرَدْ بعموم خطابه على الأحوال كلها" (?).
ثُمَّ أَسْنَدَ إلى أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا لَيْلَةٌ، لَمَلَكَ فِيهَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النبي صلى الله عليه وسلم" (?).
إذن حديث أنس -رضي الله عنه- الآنف الذكر ليس على عمومه أو إطلاقه؛ لثبوت أدلة تخصص عمومه، وتقيد مطلقه؛ ولذلك ينبغي حمله على الأغلب من الزمان، أو يحمل معناه على أن كل زمان بجملة