فمنهم من يقول: فلننتظر على أمل أن تخرب الدنيا، وتقع حرب نووية شاملة تدمر معظم البشرية، وتقضي على كل أنواع الأسلحة المتطورة، وعندها يشير إلينا التاريخ برأسه: "أن هلموا! قد جاء دوركم"، إن هذا ليس رجاءً محمودًا، ولكنه "اليأس" الْمُقَنَّعُ.
ومن هؤلاء من يستبشر بانهيار المذاهب الملحدة؛ كالشيوعية، وإفلاس الرأسمالية، وتهافت الأديان الوثنية والْمُحَرَّفَة، ويحسب أن هذا وحده يعني انتصار الإسلام، كلا؛ إن هذا لا يعني التمكين للإسلام، حتى يعود المسلمون إلى دينهم، ويثوبوا إلى ربهم، ويؤدوا واجبهم في إبلاغ الإسلام إلى البشرية، ويبذلوا الجهد في النهوض من كبوتهم.
ومنهم من يترقب حصول خوارق عادات يترتب عليها التمكين لدين الله في الأرض، وهؤلاء يتناسون سُنة الله في الذين خلوا من قبلُ، وأن الابتلاء حتمي قبل التمكين؛ كما قال تعالى: {وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ} [محمد: 4]، وقال -عزَّ وجلَّ-: {الم (1)