{أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ} [الأحقاف: 20]، أذكرك بذلك كله، فإن ذلك أدعى إلى أن تتلمسي لنفسك سعادة الدنيا والآخرة معًا (?). انتهى كلام فضيلة الشيخ البوطي.
رابعًا: وارباه يا أختاه ..
1 - من يعيب عليك أنك تتحجبين من أجل الزواج، كمن يعيب عليك أنك تجمعين المال من أجل الحج مع محرم.
2 - لا تظني أن التبرج سبيل إلى الزواج، فإن ما عند اللَّه تعالى لا ينال إلا بطاعته.
3 - بقدر ما تبتعدين عن مخالطة الرجال (?) ومزمار الشيطان (?) بقدر ما تقتربين من اللَّه وفرج الرحمن.
تنبيه:
من النادر أن توجد امرأة مؤمنة ترتدي زي الإسلام قد جاوزت سن الخامسة والعشرين دون زواج. وأكرر ما قلته في المقدمة: إن المسألة ليست مسألة إقناع بقدر ما هي مسألة إيمان وامتثال. فالأمر إذن أمر إيمان بالغيب قبل الصلاة والزكاة والحجاب، فإن اللَّه تعالى يقول في وصف المؤمنين: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} [البقرة: 3] فكلما زاد الإيمان زاد الامتثال، وكلما ضعف الإيمان ضعف الامتثال، وأيضًا كلما زاد الامتثال زاد الإيمان، وكلما ضعف الامتثال ضعف الإيمان. وما وصل أبو بكر إلى ما هو عليه، وحب اللَّه ورسوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - له إلا بقوة الإيمان والامتثال، انظر إلى كلامه المأثور عندما أخبر بإسراء الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إن كان قد قال فقد صدق».
خامسًا كلمة أخيرة للشيخ البوطي:
كلمة أخيرة، يجب أن أتجه بها إلى اللواتي استيقنت أفئدتهن الحق الذي بينته، غير أن الواحدة منهن تشعر ببعد النقلة بين الواقع الذي تعيش فيه والحق الذي آمنت به، فتركن آسفة إلى الوضع الذي تعيش فيه، وتعتذر إلى اللَّه أو إلى الناس، بأنها عاجزة عن مثل هذا القفز البعيد.
وهكذا، فإن في الناس طائفة كبيرة من المنحرفين والمنحرفات، لا يمسكهم على انحرافهم ويمنعهم من السعي إلى إصلاح حالهم إلا ما يرونه من بعد الفجوة وعمقها بين