الجامع».

جاء في «تحفة الأحوذي» (جـ8 ص 160، 161) ما مختصره:

(قوله: «إن اللَّه كتب كتابًا» أي: أجري القلم على اللوح، وأثبت فيه مقادير الخلائق على وفق ما تعلقت به الإرادة «قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام» كنى به عن طول المدة وتمادي ما بين التقدير والخلق من الزمن فلا ينافي عدم تحقق الأعوام قبل السماء، والمراد مجرد الكثرة وعدم النهاية قاله المناوي.

وقال الطيبي: كتابة مقادير الخلق قبل خلقها بخمسين ألف سنة كما ورد (?)، لا ينافي كتابة الكتاب المذكور بألفي عام، لجواز اختلاف أوقات الكتابة في اللوح ولجواز أن لا يراد به التحديد بل مجرد السبق الدال على الشرف. انتهى.

قال بعضهم: ولجواز مغايرة (?) الكتابين وهو الأظهر انتهى. «أنزل» أي: اللَّه سبحانه وتعالى «منه» أي: من جملة ما في ذلك الكتاب والمذكور «آيتين» هما: {آمَنَ الرَّسُولُ} إلى آخره «ختم بهما سورة البقرة» أي: جعلهما خاتمتها. «ولا يقرآن في دار» أي: في مكان من بيت وغيره «ثلاث ليال» أي: في كل ليلة منها «فيقربها شيطان» فضلاً عن أن يدخلها، فعبر بنفي القرب ليفيد نفي الدخول بالأولى. قال الطيبي: لا توجد قراءة يعقبها قربان، يعني أن الفاء للتعقيب عطفًا على النفي، والنفي سلط على المجموع، وقيل: يحتمل أن تكون للجمعية، أي لا تجتمع القراءة، وقرب الشيطان. كذا في «المرقاه». اهـ.

وهذا الحديث يختلف عن الحديث المتقدم في «أذكار النوم» برقم (4): «من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه» متفق عليه فلك أن تقرأ هاتين الآيتين، وتجمع الفائدتين في نية واحدة واللَّه أعلم، وإتمامًا للفائدة جاء في «تحفة الأحوذي» (جـ 8 ص 159): (قوله: «من قرأ الآيتين (?) من آخر سورة البقرة» أي: {آمَنَ الرَّسُولُ} إلى آخره «في ليلة» وقد أخرج على بن سعيد العسكري بلفظ: «من قرأهما بعد العشاء الآخرة أجزأتا {آمَنَ الرَّسُولُ} إلى آخر السورة» ذكره الحافظ «كفتاه» أي: أجزأتا عنه من قيام الليل، وقيل أجزأتا عنه من قراءة القرآن مطلقًا سواء كان داخل الصلاة أم خارجها. وقيل معناه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015