وما أعظم قول القائل:

إذا كنت في ضيق وهم وفاقةٍ ... وأمسيت مكروبًا وأصبحت في حرج

فصل على المختار من آل هاشم ... كثيرًا فإن اللَّه يأتيك بالفرج

اللهم صلِّ عليه وعلى آله وسلم تسليمًا.

خاتمة:

وهنا نقطة أنبه عليها:

وهي أن القرآن عون على أمور الآخرة والأولى، فإنك ترى بركة القرآن في حفظ الوقت والتسديد، أما من ناحية حفظ الوقت، فقد غفل كثير من الناس عن معرفة أن الوقت رزق، يسوقه اللَّه تعالى كالغيث حيث شاء، ولا يعطيه إلا لمن يشاء، وكما في الأثر: «ما من مسلم يضن - أي يبخل - بنفقة في سبيل اللَّه، إلا جعله اللَّه تعالى ينفق أضعاف أضعافها فيما يسخط اللَّه» ولقد جربنا نحن وغيرنا أن الإنسان إذا ضن بوقت القرآن شُغل من حيث لا يدري بزائر صحبته كوجع الضرس، أو بغيره من الأمور الصارفة، وأما من ناحية التسديد، فالعلوم الشرعية كسائر العلوم تحتاج إلى بحث وتنقيب، فقد تجد ما تبحث عنه - بفضل اللَّه تعالى - في دقائق، وقد لا تصل إلى ذلك إلا في ساعات طوال، كمسألة الحساب عند مفكري الحساب، قد تصل إلى حلها في خمس دقائق، وقد تمكث ليلة دون أن تصل إلى شيء {وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هود: 88].

وهنا تظهر نعمتا حفظ القرآن، واغتنام الأوقات، فقد يحفظ الإنسان القرآن، ولكنه لا يغتنم الأوقات، فيمكنك أن تقرأ وردك في الطريق إلى المسجد وغيره، وعند صعود السلم والنزول منه، وأثناء ركوب الدابة - خاصة من يقودها - وعند قيامك بعمل يدوي لا يحتاج إلى تدبر، وعندما ينطفئ المصباح، فهذه الأوقات قد تكون ميتة لغير حافظ القرآن، خاصة عند المشتغلين بدراسة العلوم الشرعية، نَعم قد تشغل هذا الوقت بالذكر كالتسبيح وغيره، أو بالاستماع لشريطٍ نافعٍ أثناء ركوب الدابة، لكن وردك من القرآن ظل باقيًا كما هو لم يتزحزح.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015