ابن تيمية: لا يجوز التوسل بالنبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في مغيبه ولا بعد موته ...
جاء في كتاب «الزيارة» لابن تيمية تحت عنوان السؤال بالجاه ونحوه من البدع ما مختصره: وقالت طائفة: ليس في هذا (?) جواز التوسل به بعد مماته، وفي مغيبه، بل إنما فيه التوسل في حياته بحضوره، كما في «صحيح البخاري» أن عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه استسقى بالعباس، فقال: اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبيك فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبيك فاسقنا، فيسقون. وقد بين عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه أنهم كانوا يتوسلون به في حياته فيسقون.
وذلك التوسل به أنهم كانوا يسألونه أنه يدعوا اللَّه لهم، فيدعو لهم، ويدعون معه، ويتوسلون بشفاعته ودعائه.
كما في «الصحيح» (عن أنس بن مالك أن رجلاً دخل المسجد يوم جمعة من باب كان نحو باب دار القضاء - ورسول اللَّه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قائمٌ يخطب - فاستقبل رسول اللَّه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قائمًا ثم قال: يا رسول اللَّه هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادع اللَّه يغيثنا. فرفع رسول اللَّه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يديه، ثم قال: «اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا».
قال أنس: ولا واللَّه ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة، وما بيننا وبين سَلع من بيت ولا دار. قال: فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس، فلما توسطت السماء، انتشرت، ثم أمطرت، فلا واللَّه ما رأينا الشمس سِتًّا. ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة - ورسول اللَّه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قائم يخطب - فاستقبله قائمًا فقال: يا رسول اللَّه هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادع اللَّه يمسكها عنا. قال: فرفع رسول اللَّه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يديه، ثم قال: «اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر». فال فأقلعت وخرجنا نمشي في الشمس) (?). في هذا أنه قال: ادع اللَّه لنا أن