يقابل أدعيتكم بما هو أكثر منها وأجل.
وأخرج أحمد عن أبي سعيد مرفوعًا: «ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه اللَّه بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها» وصححه الحاكم). اهـ، وقد سبقت الإشارة إليه.
أحاديث انتخبتها من كتاب «ترتيب أحاديث صحيح الجامع على الأبواب الفقهية»:
ونقلت تخرجيها وتحقيقها من «صحيح الجامع»، ونقلت شرحها من المصدر المناسب لها:
7 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «أعجز الناس من عجز عن الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام».
(صحيح). رواه الطبراني في «الأوسط»، والبيهقي في «شعب الإيمان» «الصحيحة» (601).
جاء في «فيض القدير» للمناوي رحمه اللَّه تعالى:
(«أعجز الناس» أي: من أضعفهم رأيًا وأعماهم بصيرة «من عجز عن الدعاء» أي: الطلب من اللَّه تعالى لا سيما عند الشدائد لتركه ما أمره اللَّه به، وتعرضه لغضبه بإهماله ما لا مشقة عليه فيه، وفيه قيل:
لا تسألن بُنيَّ آدم حاجة وسل الذي أبوابه لا تحجبُ
اللَّه يغضب إن تركت سؤاله وبنيُّ آدم حين يُسألُ يغضبُ
وفيه ردّ على من زعم أن الأولى عدم الدعاء، «وأبخل الناس» أي: أمنعهم للفضل وأشحهم بالبذل «من بخل بالسلام» على من لقيه من المؤمنين ممن يعرفهم ومن لا يعرفهم، فإنه خفيف المؤنة عظيم المثوبة فلا يهمله إلا من بخل بالقربات وشح بالمثوبات وتهاون بمراسم الشريعة، أطلق عليه اسم البخل لكونه منع ما أمر به الشارع من بذل السلام، وجعله أبخل لكونه من بخل بالمال معذور في الجملة لأنه محبوب للنفوس عديل للروح بحسب الطبع والغريزة، ففي بذله قهر للنفس؛ وأما السلام فليس فيه بذل مال، فمخالف الأمر في بذله لمن لقيه قد بخل بمجرد النطق فهو أبخل من كل بخيل). اهـ.
8 - عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: «ليس شيء أكرم على اللَّه من الدعاء».
(حسن). رواه أحمد والبخاري في «الأدب المفرد»، والترمذي والحاكم - «المشكاة»