42 - قُرِئَ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ السُّلَمِيِّ، وَأَنَا أَسْمَعُ، أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّبَعِيُّ، قَالَ: أَنْبَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ الْبَزَّازُ، ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْبُحْتُرِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ ثَوَابٍ التَّغْلِبِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ، عَنِ الْحَلَبِيِّ عَمَّارِ بْنِ عُثْمَانَ، فَقَالَ: كَانَ شَيْخًا ثِقَةً، فَحَدَّثْتُهُ حَدِيثًا عَنْهُ، فَقُلْتُ: حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ عُثْمَانَ الْحَلَبِيُّ أَبُو عُثْمَانَ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي خَيْرًا.
فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، فَقَالَ: " قُلْ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ".
قَالَ: فَعَقَدَ الأَعْرَابِيُّ عَلَى يَدِهِ، ثُمَّ مَضَى فَتَفَكَّرَ، ثُمَّ رَجَعَ، فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلامُ: «تَفَكُّرُ الْبَائِسِ» .
فَجَاءَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، هَذِهِ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَمَا لِي؟ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَعْرَابِيُّ، إِذَا قُلْتَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، قَالَ اللَّهُ: صَدَقْتَ، وَإِذَا قُلْتَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، قَالَ اللَّهُ: صَدَقْت، وَإِذَا قُلْتَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: صَدَقْتَ، وَإِذَا قُلْتَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: صَدَقْتَ، فَإِذَا قُلْتَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، قَالَ اللَّهُ: قَدْ فَعَلْتُ، فَإِذَا قُلْتَ: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: قَدْ فَعَلْتُ، وَإِذَا قُلْتَ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي، قَالَ اللَّهُ: قَدْ فَعَلْتُ " قَالَ: فَعَقَدَ الأَعْرَابِيُّ عَلَى سَبْعٍ فِي يَدِهِ، ثُمَّ وَلَّى
آخِرُ الْجُزْءِ، كَتَبَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَنْجِيُّ الشَّافِعِيُّ.
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ أَوَّلا وَآخِرًا، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا، وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.