الملك لابسين الزرد والخرد وآلة الحرب // 61 // وكتبته يكتبون في العساكر كل أحد بإسمه إلى أن كتبوا ثلاث مئة وستين رجلا كلهم راكبون الخيول فخرجنا ولازلنا بالمدينة دابرين إلى الصباح فضربت طسطخانة الملك فدخلنا فتفدونا وكتبونا ثانيا وفي كل يوم يفعلون بكل أمير كذا على عدد أيام السنة فكان يخص كل أمير في السنة تربة واحدة وكنا نزور الأولياء ونتعاهد المساجد فرأيت بها ثمان مئة مسجد محرابا وذكر لنا أنه كان بالمدينة اثني عشر ألف محراب وبها مئة وتسعون خطبة وفي كل ولي وظيفة في يوم معين وأزقة المدينة مفروشة بالرخام الهيصمي عالية البناء // 62 // شديدة البياض لاتبطل العمارة من أسوارها على الدوام وكل خراج يأتي إلى الملك يأمر بصرف ثلاثة في عمارة السور بها ثلاث مئة وستون قلة مبيضة مرسومة بماء الذهب بإسم الملك وكل وزير للملك قلته مبيضة بالزلط الهيصمي وكانت قلة الملك في الجانب البحري وبها باب يفتح شرقيا وآخر قبليا وعلى الباب القبلي عامودان مربعان من الزلط الأحمر مصور عليها أرهاط وشخوص ملوك كل عامود منها سبعون ذراعا وهما متساويان في طولها بينها فسحة طولها سبعون ذراعا وهما متساويان في طولها بينهما فسحة طولها سبعة عشر ذراعا وعليها شبكة من نحاس.

وذكر لنا بعض الإخوان أنه كان في سابق // 63 // الزمان استخدام الصور المنقوشة على العامودين إذا أتى عدد على المدينة يرى كل صورة يصعد إليها من البحر صورتها فيكثروا الصراخ في جانب البحر فتعرف الناس بذلك وبين العامودين حوض من الزلط الأسود منقوش عليها شخوص وأرهاط ومراكب ودواب وأشكال على صفات مختلفة وهو مغطى مسبوك عليه بالرصاص. وكان إذا أتى المدينة عدو يفور من الحوض ماء وتنظر إلى الحوض فترى كل صورة في الحوض صفتها طالعة إلى البحر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015