الْتَقَى مَسْرُوقُ بْنُ الْأَجْدَعِ، وَشُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، فَقَالَ شُتَيْرٌ لِمَسْرُوقٍ: إِمَّا أَنْ تُحَدِّثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَأُصَدِّقَكَ، وَإِمَّا أَنْ أُحَدِّثَكَ وَتُصَدِّقَنِي. فَقَالَ مَسْرُوقٌ: حَدِّثْ وَأُصَدِّقُكَ. فَقَالَ شُتَيْرٌ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: " مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ سَمَاءٍ وَلَا أَرْضٍ، وَلَا جَنَّةٍ وَلَا نَارٍ، أَعْظَمَ مِنْ آيَةٍ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255] " , ثُمَّ قَرَأَهَا حَتَّى أَتَمَّهَا، قَالَ مَسْرُوقٌ: صَدَقْتَ. قَالَ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: " مَا فِي الْقُرْآنِ أَجْمَعُ لَخَيْرٍ وَلَا لِشَرٍّ مِنْ آيَةٍ فِي سُورَةِ النَّحْلِ {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90] " قَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: " مَا فِي الْقُرْآنِ آيَةٌ أَعْظَمُ فَرَجًا مِنْ آيَةٍ فِي سُورَةِ الْغُرَفِ {يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53] " قَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: " مَا فِي الْقُرْآنِ آيَةٌ أَكْثَرُ تَفْوِيضًا مِنْ آيَةٍ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ الْقُصْرَى {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمَرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدَرًا} [الطلاق: 3] " قَالَ: صَدَقْتَ