عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَقَدِ اضْطَرَبَتِ النُّبُوَّةُ بَيْنَ جَنْبَيْهِ، فَلَا يَنْبَغِي أَنْ يَلْعَبَ مَعَ مَنْ يَلْعَبُ، وَلَا يَرْفُثَ مَعَ مَنْ يَرْفُثُ، وَلَا يَتَبَطَّلَ مَعَ مَنْ يَتَبَطَّلُ، وَلَا يَجْهَلَ مَعَ مَنْ يَجْهَلُ» . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَحُكِي لِي عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ أُعْطِيَ الْقُرْآنَ فَمَدَّ عَيْنَيْهِ إِلَى شَيْءٍ مِمَّا صَغَّرَ الْقُرْآنُ فَقَدْ خَالَفَ الْقُرْآنَ، أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ} [الحجر: 88] وَقَوْلَهُ أَيْضًا: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زُهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [طه: 131] . قَالَ: يَعْنِي الْقُرْآنَ، وَقَوْلَهُ أَيْضًا: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه: 132] ، قَالَ: وَقَوْلَهُ تَعَالَى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [السجدة: 16] قَالَ: هُوَ الْقُرْآنُ.