وان كَافَّة الْخلق كَيفَ يضطرون الى القناعة بِالظَّنِّ فِي صدق مبلغ الْخَبَر عَن صَاحب الشَّرْع وَفِي الحاق غير الْمَنْصُوص الى النُّصُوص واذا ايقنت هَذِه الْقَاعِدَة استوليت على كشف تلبيساتهم كلهَا فان عَادَتهم ابدا اطلاق مُقَدمَات مُهْملَة بنوا عَلَيْهَا النتيجة الْفَاسِدَة كَقَوْلِهِم انكم اذا اعترفتم بِالْحَاجةِ الى التَّعْلِيم فقد اعترفتم بمذهبنا فَنَقُول اعترافنا بالتعلم فِي النظريات كاعترافكم بِهِ فِي الحسابيات هَذَا مَنْهَج الْكَلَام الْجملِي عيلهم
وسبيلنا أَن نتكلم على كل مُقَدّمَة من مقدماتهم الثماني الَّتِي نظمناها فَنَقُول
الْمُقدمَة الاولى وَهِي قَوْلكُم إِن كل شىء يتَكَلَّم فِيهِ بِنَفْي واثبات فَفِيهِ حق وباطل وَالْحق وَاحِد وَالْبَاطِل مَا يُقَابله فَهَذِهِ مُقَدّمَة صَادِقَة لَا نعتقد نزاعا فِيهَا وَلَكِن لَا يَصح مِنْكُم اسْتِعْمَالهَا فانا نقُول من النَّاس من انكر حقائق الاشياء وَزعم انه لَا حق وَلَا بَاطِل وان الاشياء تَابِعَة للإعتقادات فَمَا يعْتَقد فِيهِ الْوُجُود فَهُوَ مَوْجُود فِي حق ذَلِك المعتقد وَمَا يعْتَقد فِيهِ الْعَدَم فَهُوَ مَعْدُوم فِي حق المعتقد وَهَذِه مقَالَة فرقة من فرق السوفسطائية وَرُبمَا يَقُولُونَ الاشياء لَا حَقِيقَة لَهَا فَنَقُول هَل هَذِه الْمُقدمَة مُقَدّمَة يقطعون بهَا وَأَنْتُم ترونها فِي الْمَنَام وَلَا حَقِيقَة لَهَا فبماذا أمنتم الْغَلَط فِيهَا وَكم رَأَيْتُمْ انفسكم فِي الْمَنَام قاطعين بِأَمْر لَا حَقِيقَة لَهُ وَمَا الَّذِي آمنكم من اصابة خصومكم وخطئكم وَلَا نزال نورد عَلَيْهِم مَا يوردونه على اهل النّظر للتشكيك فِيهِ فَلَا يَجدونَ فصلا فان زَعَمُوا أَنا نَعْرِف ضَرُورَة خطأ من يخالفنا من