السياره سَبْعَة والبروج اثنى عشر وَلم كَانَ فِي رَأس الْآدَمِيّ سبع ثقب العينان والاذنان والمنخران والفم وَفِي بدنه ثقبان فَقَط وَلم جعل رَأس الْآدَمِيّ على هَيْئَة الْمِيم ويداه إِذا مدها على هَيْئَة الْحَاء وَالْعجز على هَيْئَة الْمِيم وَالرجلَانِ على هَيْئَة الدَّال بِحَيْثُ إِذا جمع الْكل يشكل بِصُورَة مُحَمَّد أفترى أَن فِيهِ تَشْبِيها ورمزا مَا أعظم هَذِه العجائبا وَمَا أعظم غفله الْخلق عَنْهَا وَلَا يزَال يُورد عَلَيْهِ هَذَا الْجِنْس حَتَّى يشككه وينقدح فِي نَفسه أَن تَحت هَذِه الظَّوَاهِر أسرارا سدت عَنهُ وَعَن اصحابه وينبعث مِنْهُ شوق الى طلبه وَأما حِيلَة التَّعْلِيق فبأن يطوي عَنهُ جَوَانِب هَذِه الشكوك إِذا هُوَ استكشفه عَنْهَا وَلَا ينفس عَنهُ أصلا بل يتْركهُ مُعَلّقا ويهول الامر عَلَيْهِ ويعظمه فِي نَفسه وَيَقُول لَهُ لَا تعجل فان الدّين اجل من ان يبْعَث بِهِ اَوْ ان يوضع فِي غير مَوْضِعه ويكشف لغير أَهله هَيْهَات هَيْهَات ... جئتماني لتعلما سر سعدي ... تجداني بسر سعدي شحيحا
ثمَّ يَقُول لَهُ لَا تعجل ان ساعدتك السَّعَادَة سنبث اليك سر ذَلِك أما سَمِعت قَول صَاحب الشَّرْع ان هَذَا الدّين متين فاوغل فِيهِ بِرِفْق فان المنبت لَا أَرضًا قطع وَلَا ظهر أبقى
وَهَكَذَا لَا يزَال يَسُوقهُ ثمَّ يدافعه حَتَّى إِن رَآهُ أعرض عَنهُ واستهان