وَاحِد بل يبْحَث أَولا عَن معتقده وَمَا اليه ميله فِي طبعه ومذهبه فاما طبعه فان رَآهُ مائلا الى الزّهْد والتقشف وَالتَّقوى والتنظف دَعَاهُ الى الطَّاعَة والانقياد وَاتِّبَاع الْأَمر من المطاع وزجره عَن اتِّبَاع الشَّهَوَات وندبه الى وظائف الْعِبَادَات وتأدية الامانات من الصدْق وَحسن الْمُعَامَلَة والاخلاق الْحَسَنَة وخفض الْجنَاح لِذَوي الْحَاجَات وَلُزُوم الامر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وان كَانَ طبعه مائلا الى المجون والخلاعة قرر فِي نَفسه ان الْعِبَادَة بله وان الْوَرع حَمَاقَة وان هَؤُلَاءِ الْمُعَذَّبين بالتكاليف مثالهم مِثَال الْحمر المعناة بالأحمال الثَّقِيلَة وانما الفطنة فِي اتِّبَاع الشَّهْوَة ونيل اللَّذَّة وَقَضَاء الوطر من هَذِه الدُّنْيَا المنقضية الَّتِي لَا سَبِيل الى تلافي لذاتها عِنْد انْقِضَاء الْعُمر وَأما حَال الْمَدْعُو من حَيْثُ الْمَذْهَب فان كَانَ من الشِّيعَة فلنفاتحه بَان الْأَمر كُله فِي بغض بني تيم وَبني عدي وَبني امية وَبني الْعَبَّاس وأشياعهم وَفِي التبري مِنْهُم وَمن اتباعهم وَفِي تولي الْأَئِمَّة الصَّالِحين وَفِي انْتِظَار خُرُوج الْمهْدي وان كَانَ الْمَدْعُو ناصبيا ذكر لَهُ ان الامة انما اجمعت على ابي بكر وَعمر وَلَا يقدم الا من قَدمته الامة حَتَّى اذا اطْمَأَن اليه قلبه ابْتَدَأَ بعد ذَلِك يبث الاسرار على سَبِيل الاستدراج الْمَذْكُور بعد وَكَذَلِكَ ان كَانَ من الْيَهُود وَالْمَجُوس وَالنَّصَارَى حاوره بِمَا يضاهي مَذْهَبهم من معتقداته فان مُعْتَقد الدعاة ملتقط من فنون