فِي جمَاعَة من الْأَئِمَّة بزعمهم انه خلف ولدا اَوْ لم يخلف وَاخْتلفُوا فِي تعْيين الْإِمَامَة فِي بَعضهم وَاخْتلفُوا فِي ظُهُوره فَقَالَ قَائِلُونَ الإِمَام مَوْجُود وَلكنه لَيْسَ يظْهر تقية وَقَالَ آخَرُونَ هوظاهر فَكيف خالفهم اصحابهم وان كَانُوا قد عرفُوا ذَلِك بِنَصّ متواتر فَكيف قبلوه من الْآحَاد ان لم يكن متواتر وَقَول الْآحَاد لَا يُورث إِلَّا الظَّن فاستبان ان مَا ذَكرُوهُ طمع فِي غير مطمع وفزع الى غير مفزع ومثالهم فِي الْفِرَار من مَسْلَك النّظر الى مَسْلَك النَّص مِثَال من يمِيل من البلل الى الْغَرق فَإِن المسلك الأول أقرب إِلَى التلبيس من هَذَا المسلك
فَإِن قَالَ قَائِل قد طولتم الْأَمر عَلَيْهِم وأحرجتموهم إِلَى اثبات النَّص على عَليّ ثمَّ إِثْبَات النَّص من كل وَاحِد من أعقابه ولدا ولدا ثمَّ صِحَة نسبه ثمَّ استفاضة هَذِه الْأَخْبَار اولا ووسطا وآخرا وهم يستغنون عَن جَمِيع ذَلِك بِخَبَر وَاحِد وَهُوَ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ الْإِمَامَة بعدِي لعَلي وَبعده لأولاده لَا تخرج من نسبي وَلَا يَنْقَطِع نسبي أصلا وَلَا يَمُوت وَاحِد مِنْهُم قبل تَوليته الْعَهْد لوَلَده
وَهَذَا الْقدر يكفيهم قُلْنَا نعم يكفيهم هَذَا الْقدر إِن كَانَ كل مَا يخْطر بالبال ويوافق شَهْوَة الضلال يُمكن اختراعه وَنَقله متواترا وَلَكِن هَذَا على