الَّذِي هُوَ فِي آخر كتاب إقليدس فَلم يفهمهُ لبلادته بل فِي الشكل الأول الَّذِي مضمونه إِقَامَة الْبَرَاهِين على مثلث متساوي الأضلاع فَلم يُدْرِكهُ عرفنَا ان مزاجه لَيْسَ يحْتَمل هَذَا الْعلم الدَّقِيق فَلَيْسَ كل خلقه يحْتَمل الْعُلُوم بل الصناعات والحرف فَهَذَا لَا يدل على فَسَاد هَذَا الأَصْل فَإِن قَالَ المسترشد لست أَشك فِي هَذِه الْمُقدمَات وَلَا فِي النتيجة وَلَكِن لم يخالفكم من يخالفكم قُلْنَا لجهله تَرْتِيب هَذِه الْمُقدمَات اَوْ لعناده أولبلادته وينكشف الغطاء بِأَن نشافه وَاحِدًا مِنْهُم يمِيل إِلَى الْإِنْصَاف ونراجعه فِي هَذِه الْمُقدمَات حَتَّى يتَبَيَّن لَك أَنه بَين أَن يفهم ويصف ويعترف اَوْ لَا يفهم لبلادته أَو يمنعهُ التعصب والتقليد عَن حسن الإصغاء إِلَيْهِ فَلَا يُدْرِكهُ وَعند ذَلِك يطلع على خطئه وَكَذَلِكَ يصنع بِهِ فِي كل مَسْأَلَة وَينظر فِيهِ إِلَى مَا تحتمله حَاله ويقبله ذكاؤه وفطنته وَلَا يحملهُ مَالا يطيقه بل رُبمَا يقنعه بِمَا يُورث لَهُ إعتقادا فِي الْحق مصمما فَإِن أَكثر عوام الْخلق قنع مِنْهُم الشَّرْع بذلك وَلَا يكْشف لَهُ عَن وَجه الْبَرَاهِين فَرُبمَا لَا يفهمها
وَأما الدّلَالَة الثَّالِثَة وَهِي قَوْلهم الْوحدَة دَلِيل الْحق وَالْكَثْرَة دَلِيل الْبَاطِل وَمذهب التَّعْلِيم تلْزمهُ الْوحدَة ومذهبكم تلْزمهُ الْكَثْرَة إِذْ لَا تزَال الْفرْقَة الْمُخَالفَة للتعليم يكثر اخْتلَافهمْ وَلَا تزَال الْفرْقَة الْقَابِلَة للتعليم يتحد طريقهم
فَالْجَوَاب من وُجُوه أَحدهَا المعارضه والاخر الْإِبْطَال وَالثَّالِث التَّحْقِيق أما الْمُعَارضَة فَتَقول والصائرون إِلَى الافتقار إِلَى معلم مَعْصُوم اخْتلفُوا فِي ذَلِك الْمَعْصُوم فَقَالَت الإمامية إِنَّه لَيْسَ بِظَاهِر وَلَيْسَ يعرف عينه وَلَكِن أخْفى نَفسه تقية وَقَالَ آخَرُونَ لَيْسَ مَوْجُودا وَلكنه منتظر الْوُجُود وسيوجد إِذا احْتمل الزَّمَان إِظْهَار الْحق وَلَو