أَو تأمرونه باتباعكم فِي مذهبكم وينازعكم المعتزلى والفلسفي وَكَذَا سَائِر الْفرق فبماذا يتَمَيَّز مَذْهَب عَن مَذْهَب وَفرْقَة عَن فرقة فَالْجَوَاب من وَجْهَيْن الأول هُوَ أَنا نقُول لَهُم لَو جَاءَكُم متحير فِي أصل وجود الصَّانِع وَصدق الْأَنْبِيَاء انْقَلب عَلَيْكُم هَذَا الْإِشْكَال فَمَاذَا تَقولُونَ إِن ذكرْتُمْ دَلِيلا عقليا لم نثق بنظره وَإِن رددتموه إِلَى عقله فكمثل فعساكم تشفون غليله بالحوالة على الْمَعْصُوم فَمَا أبرد هَذَا الشِّفَاء فَإِنَّهُ يَقُول قدروني قد جِئْت مسترشدا فِي زمَان مُحَمَّد بن عبد الله وَمَعَهُ معجزته فمعصومكم لَا يقدر على معْجزَة أَو قدرُوا إِنِّي شاهدت معصومكم قلب الْعَصَا ثعبانا أَو أَحْيَا الْمَوْتَى أَو أَبْرَأ الأكمة والأبرص وَأَنا أشاهده فَلَا يبين لي صدقه بضرورة الْعقل وَلَا أَثِق بِالنّظرِ وَكم من أَصْنَاف الْخَلَائق شاهدوا ذَلِك وأنكروه فَحَمله بَعضهم على السحر والمخرقة وَبَعْضهمْ على غَيره فلعلكم تشبعون غصته بَان تَقولُوا لَهُ قلد الامام الْمَعْصُوم وَلَا تسْأَل عَن السَّبَب فَيَقُول وَلم لَا اقلد الْمُخَالفين لكم فِي إِنْكَار النُّبُوَّة والعصمة وَهل بَينهمَا فرق من طول لحية اَوْ بَيَاض وَجه الى غير ذَلِك مِمَّا هذوا بِهِ وَهَذَا قلب لَو اجْتمع اولهم مَعَ آخِرهم على الْخَلَاص مِنْهُ دون الامر بالتفكر وَالنَّظَر فِي الدَّلِيل لم يَجدوا اليه سَبِيلا
الْجَواب الثَّانِي وَهُوَ التَّحْقِيق هُوَ أَنا نقُول للمسترشد مَاذَا تطلب فَإِن كنت تطلب الْعُلُوم كلهَا فَمَا اشد فضولك واعظم خَطبك وأطول أملك فاشتغل من الْعُلُوم مَا يهمك وان قَالَ اريد مَا يهمني قُلْنَا وَلَا مُهِمّ الا معرفَة الله وَرَسُوله وَهَذَا معنى قَوْله لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّد رَسُول الله فهاتان مَسْأَلَتَانِ يسهل علينا تعليمك اياهما وَعند ذَلِك