المسلمين هذا الدفاع عن الدين، وإن كان لا يأتمر بأوامره ولا يجتنب نواهيه ولا يعمل بأحكامه؛ كجندي لا يلبس بزّة الجند ولا يحمل سلاحهم، ولا يدخل ثكنتهم ولا يمشي في صفوفهم، وهو -مع ذلك- جندي عامل لأنه لا يدع أحداً يطعن على الجيش أو يتكلم فيه!
وهذا أحد الأفهام العجيبة للإسلام. ولو أن مستقرئاً استقرى (?) صورة الإسلام في نفوس آحاد الناس لرأى من اختلافها العجب العجاب.
هذا رجل لا يصلي إلا مع الجماعة الأولى، ولا يفتر لسانه عن الذكر والتسبيح، ويَعُدّ نفسه ويعدّه أصحابه من الأتقياء الصالحين، وهو مع ذلك يغش إن باع، ويُخلف إن وعد، ويحتال لأكل أموال الناس بحيل عجيبة يعجز عن مثلها إبليس، ثم لا يكفّ حتى يلفّق لها ثوباً مشروعاً من أقوال الفقهاء ومن مواد القانون، يسترها به حتى لا يكون عليه سبيل لقاضٍ أو حاكم. يرى الإسلام قاصراً على صلاة الجماعة وترديد الأذكار والأَوْراد، أما المعاملة فشيء آخر، شيء لا يقدم ولا يؤخر ولا صلة له بالدين!
وهذه امرأة تصلي وتصوم وتقرأ القرآن وتبكي عند سماع الموعظة، ولكنها تخرج سافرة حاسرة مكشوفة النحر والشعر والصدر!
وهذا رجل أعرفه من المسرفين على أنفسهم، ممّن لا يحلّل