وأخّر أبا لهب عمّ رسول الله، وجعل الله سبَّه عبادة: {تَبَّتْ يَدَا أبي لَهَبٍ وَتَبّ}! وصرح صلى الله عليه وسلم بأنه ليس من المسلمين من دعا بدعوة الجاهلية. وما دعوة الجاهلية إلا هذه العصبية القومية التي تُؤْثِر رابطة الدم على جامعة الإيمان.

* * *

أما اعتراضهم على هذه الدعوة فينحصر أهمه في أن البلاد العربية ليست خالصة للمسلمين، وإنما هي مشترَكة بينهم وبين غيرهم، فالدعوة إلى المبدأ الإسلامي فيها استفزاز لهؤلاء وإيذاء لهم.

والجواب على ذلك أن هذه الدعوة من أسس الدين التي لا هوادة فيها، ولا خيار للمسلم في العدول عنها. ثم إن الإسلام حفظ لهؤلاء المواطنين غير المسلمين كل حق هو لهم، وضمن لهم من الحريات ما لا تضمن أكثرَ منه دولةٌ على ظهر الأرض لأمثالهم؛ فأي خوف عليهم من هذه الدعوة؟ ثم إن هؤلاء العرب غير المسلمين لا يتجاوزون مليونين في كافة الأقطار العربية، يقابلهم أكثر من عشرين وثلاثمئة مليون مسلم غير عربي؛ فأي عاقل يعطي ثلاثمئة وعشرين ليأخذ اثنين؟

* * *

ومن نِعَم الله أن مصر والشام لا تقولان إلا بالوحدة الإسلامية، وأن عقلاءهما يعلمون أن هذه الفكرة العربية إنما هي من صنع الإنكليز لمصلحة لهم فيها ظاهرة، وهي فصل الهند عن أقطار الشرق الأدنى. ولكن هذه الفكرة لن تعيش،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015