ولا شك أن في هذه المذاهب أموراً فرعية ربما وافقت في الجملة أموراً مثلها في الإسلام، ولكن هذا التوافق في الجزئيات لا يسوّغ لنا أن نقول «اشتراكية الإسلام»، بدليل أن التوافق بين القرآن والتوراة الموجودة الآن في أيدي اليهود أكثر، وقصص الأنبياء فيها تكاد تكون واحدة، مع اختلاف الأسلوب. فهل يحق لنا -بناء على هذا- أن نقول: «يهودية الإسلام»؟!

ولست أعرّض بأخي المؤمن المجاهد الشيخ مصطفى السباعي رحمة الله على روحه، فلقد ناقشته في حياته وكان بيني وبينه أخذ ورَدّ، وأشهد ما كان قصده إلا الخير وأنه أراد أن يجلب بذلك الاشتراكيةَ وأهلَها إلى الإسلام ... لكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه، وربما أراد الرجل الخير فاتُّخذ عمله حجة للشر (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015