الناس عن الدين، لأنه يخدّر العمال فلا يجعلهم يحسّون بآلامهم، فهو في زعمه «أفيون الشعوب»!
وجعل لهذه الثورة أساساً فلسفياً هو ما يسمى «الديالكتيك». والديالكتيك كلمة يونانية معناها المناظرة أو الجدل (?). وأصل ما يدعى «الديالكتيك» للفيلسوف هيغل، وخلاصته أن الأفكار والمبادئ تصطرع وتتصادم، فكلما قامت فكرة ظهرت مع هذه الفكرة بذور فكرة أخرى مضادة لها، لا تلبث أن تنبت ويكبر نبتها فتقضي عليها وتحل محلها. ومن هذا التدافع المستمر (الذي يشبه تدافع موجات البحر وتعاقبها) تكون «حركة التاريخ».
وقد أخذ ذلك ماركس، ولكنه جعل الأساس الوضع الاقتصادي لا الأفكار المجردة، فهو عنده مبعث هذه الحركة التي تُنشئ الأفكار وتُظهر الأشخاص الذين يحملونها.
وهذا التطور أو التنازع (الذي شبّهوه بالجدال أو الديالكتيك) لا بد أن يؤدي إلى النتيجة التي لا بد منها في زعمهم، وهي محو الطبقة المستغلّة وبقاء الطبقة الكادحة، طبقة «البروليتاريا»، وحدها. وهذا معنى الكلمة التي تتردد في هذه الأيام على الألسنة والأقلام، كلمة «حتميّة التاريخ».
وهذه «الحركة التاريخية» هي التي بدؤوا يدعونها «المَدّ الثوري». ومقتضى هذه النظرية عند هيغل وعند ماركس (على