مثله؛ لا يدرون (أو يدرون ويتناسون) أن المتعة بالمرأة إنما تكون بالزواج.

إن عمل المتزوج الزواج الشرعي وعمل الفاحش واحد في حقيقته، فلماذا يقيم المتزوج الحفلات ويطبع البطاقات ويضيء المصابيح ويدعو الناس، ويفرّ الآخر بصاحبته إلى بقعة منعزلة أو غرفة موصدة، أو يتستر بستار الفن والرياضة والروح الجامعية، ليخفي حقيقة مقصده وما يخفي صدره؟

لماذا يكون المتزوج آمناً مطمئناً، ويكون الآخر حذراً خائفاً مترقباً؟ ذلك لأن الأول كمَن يدخل المطعم ونقوده في يده، فيقعد أمام المائدة ويطلب القائمة ويأكل على مهل، والآخر يخطف الطعام ويهرب به والناس يلحقونه، فهو يعدو ويأكل في عَدْوه، فيحرق الطعام حلقه أو يقف في بلعومه!

هذه هي الحقيقة؛ إنهم لا يريدون إلا الاستمتاع ببناتنا مجاناً، ولو كانت في أول الأمر متعة النظر والكلام. يريدون أن يأكلوا الطعام ولا يدفعوا الثمن.

إنهم «لصوص». لا تستكبروا الكلمة ولا تستنكروها، فإنها من باب تسمية الأشياء بأسمائها، فمَن غضب منها كان كلابس الأسمال الوسخة الممزقة، يغضب على آلة التصوير لأنها لم تخرج صورته لابساً الحلة الجديدة. ثم إني لا أسمّي أحداً بعينه ولا أصف أحداً بذاته، فلماذا الغضب؟

نعم، إنهم لصوص، ولكنهم لصوص من نوع جديد وقح ما سمعنا بمثله قبل اليوم. لصّ سَرّاق، ويعترض طريقك ويصرخ في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015