الإسلام ليقولوا: ما دامت هذه الساعات تُنفَق فيما لا نفع فيه ولا أثر له، فلماذا لا نجعلها لتدريس العلوم التي يفهمها التلميذ ويستفيد منها؟ وإذا هم قالوا ذلك، أفلا يجدون مؤيّدين لهم موافقين على كلامهم من التلاميذ أنفسهم، ومن آبائهم المسلمين المتدينين؟

وإذا كانت المدارس العصرية تهمل تدريس الدين أو تجعل له ساعة أو ساعتين في الأسبوع، وكانت المدارس الدينية (أو مدارس البلاد المتمسكة بالإسلام كمدارس المملكة هنا) تخصها بربع ساعات الأسبوع، ولكنها تُلزم المدرّسين تدريسها من هذه الكتب التي لا تخاطب التلاميذ على قدر عقولهم ولا تنزل إلى درجة أفهامهم، وربما كان المدرّس الذي يدرّسها قد رُبِّي عليها ونشأ فيها فلا يعرف غيرها، فيشرح غامضها بأغمض منه ... إذا كان هذا (وهو كائن كله) فكيف ومتى يتعلم التلميذ أحكام دينه؟ وماذا يصنع من كانت له بنت؟ في أي مدرسة يضعها؟

* * *

يا سادة، القمح غذاء للطير، ولو تُرك لأكلته الطيور في سنابله، فجعل ربنا -جَلَّت حكمته- في رأس السنبلة أشواكاً رقيقة تمنع الطائر من الوصول إلى القمح. وهذه الكتب أشواك تمنع التلميذ من الوصول إلى العلم ومعرفة الإسلام! فإن كان ذلك مقصوداً، وكان الغرض وضع العلم أمامه وأن يُمنَع من الوصول إليه فقد حصل المقصود. وإلا فأزيلوا هذه الأشواك ليصل التلاميذ إلى حقائق الإسلام، فإن لم تفعلوا ذهبت الساعات الثماني كل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015