أصبح التلميذ يفهم جانباً كبيراً من حقائق الدين في هاتين الساعتين فقط، ومَن نظر في كتب الدين التي كانت مقرَّرة في الشام مثلاً إلى ما قبل خمس سنوات (فما أعرف ما جَدَّ فيها بعد ذلك) رأى أن هذه الكتب تستوفي الكلام على الإيمان، والعبادات، والأخلاق الإسلامية، والقواعد الفقهية، مع ما تشتمل عليه من تصحيح أوضاع المجتمع وفق الإسلام وتطبيق الدين على أحوال العصر، وكل ذلك بأسلوب واضح مشرق جَلِيّ يرغب فيه التلاميذ. والفضل في ذلك لشاب لو كُلِّفتُ أن أختار خمسة من خير من عرفت من شباب المسلمين في هذا العصر لذكرته في رأس الخمسة، شاب كان مفتشاً لعلوم الدين، فعمل في صمت ودأب، وجاهد بإخلاص واحتساب، وصبر على المقاومة وعلى الأذى، وكان يستعين بهذا الدأب وهذا الصبر وبما أوتي من لين القول وحسن الخلق، حتى حقق الله على يديه هذا كله. وأنا أحب أن أسمّيه دلالة عليه، وهو الأستاذ عبد الرحمن الباني (?).