أنفي ذبابة لم أملك أن أطرد الذبابة عن أنفي، فكان الذي يحفظني ويوجهني هو الله.
خلقني من ضعف، ثم جعل من بعد ضعف قوة، ثم جعل من بعد قوة ضعفاً وشيباً. ثم كتب الله لي أن طال بي العمر وأني رأيت حلواً ورأيت مراً، فلا الحلو دام ولا المر استمر. وكذلك الدنيا، ليل بعده نهار ونهار يعقبه ليل، لا الليل يبقى ولا النهار، الآلام يأتي عليها حينٌ تصير ذكرى في النفس وحديثاً على اللسان، ولا يبقى للإنسان إلا ما يحمله معه إلى الدار الآخرة.
وأنا أسأل الله أن تكون خدمتي للإسلام مما ينفعني في آخرتي.
* * *
وهل يحتاج الإسلام إلى من يخدمه ويدعمه؟ إن خدمته شرفٌ للخادم لا سدُّ حاجة في المخدوم.
لقد قلت في الكلمة التي ألقاها عني في حفل الجائزة حفيدي المهندس مجاهد ديرانيّة: افتحوا مصوَّر العالم الإسلامي وانظروا إلى البلاد التي دخلها الإسلام أيام الفتوح، والبلاد التي دخل إليها بعدما طُويت رايات الفتح ووقفت جيوشه ولم يبقَ للمسلمين فتح جديد، مَن الذي أدخل الإسلام في الجزر النائية من أندونيسيا وماليزيا والفلبين؟ من أوصل الإسلام إلى المراكز الإسلامية في أوربا كلها وفي أميركا؟ من حمل الإسلام إلى كوريا وإلى اليابان؟ إن الذي حمله تجّار لم يكونوا منقطعين للدعوة ولا مستعدين لها، ولم يأت من يمدّهم بالمال الجزيل وبالوسائل