وهذا الذي أقوله ليس خيال شاعر ولا صَوغ أديب، ولكنه حق واقع قالوه في كتبهم التي ألّفوها لأنفسهم، وقرّروه في مجتمعاتهم ووصّاهم به دهاقين سياستهم. إنهم ما حاربونا بسلاح كان أكثر أذى لنا وأشدّ نفعاً لهم من هذا السلاح الشيطاني الرهيب، وهو صرفنا على ديننا وعن دعوة ربنا. فإذا أراد المسلمون أن يردّوا أذى هذا السلاح عن أعناقهم، وأن يحبطوا كيد عدوّهم ويفوّتوا عليه الظفر بهم، فليس لهم إلا الرجوع إلى دينهم.

فيا شباب المسلمين، لا تبلغ منكم الغفلة أن يتلاعب بكم العدوّ ويسخّركم لمآربه. إنه يريد أن يصرفكم عن دينكم ليتمكن منكم ويستحوذ على خيرات بلادكم وثمرات أرضكم، فلا تستجيبوا لوساوس شياطين الإنس، وارجعوا إلى دينكم فتمسكوا به، واجهروا بدعوته، احملوا أنتم لواءها وكونوا أنتم سياجها وحُماتها، واطلبوا بذلك رضا الله لا رضا الناس، وثوابَ الآخرة لا متع الدنيا، وأعيدوا على مسمع التاريخ سِيَر شُبّان الصحابة الذين شدهوا التاريخ ببطولاتهم، أعيدوها بأفعالكم لا بأقوالكم، حتى تعلم الدنيا أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم لا تموت وأن دعوة الإسلام لا تنقطع، وأنه قد يهرم الدهر ويبقى الإسلام شاباً يحميه من أبنائه شبابٌ يقحمون في سبيله الأهوال ويجرعون الغصص، ويستخفّون الأثقال ولا يبالون بالموت.

ويومئذ، يوم يتعاضد المسلمون ويتضامنون ويرجعون إخوة كما أراد الله أن يكونوا، يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015