وعرف الفرض فأتاه، وذاق حلاوة الإيمان، لقنّاه السنن والآداب ورغَّبناه فيها.
* * *
والشيء الآخر هو أن بين العلماء خلافاً على أمور اجتهادية يجوز في مثلها الخلاف، فهذه لا ينبغي أن نشتغل بالمناظرة فيها ولا أن نشغل العامة بها. والتراويح ليست فريضة، فإذا لم يُصَلِّها العامي عشرين ركعة وصلاها ثماني، أو أبى الثماني وأكمل العشرين، فإنه لا يترتب على ذلك حدث في الإسلام نشتغل به عما هو أهم منه، من دفع هجمات الملحدين وتعليم شبان المسلمين حقيقة الدين.
أنا أرجو من العلماء أن يتعاونوا على ما اتفقوا عليه، ويتركوا الخلاف فيما يختلفون فيه إن كان من الأمور الاجتهادية التي اختلفت فيها أفهام الفقهاء ومداركهم.
لقد هَبَّت اليوم عواصف من المذاهب الباطلة والشبهات ومن الفساد الذي يطلق الغرائز ويثير الشهوات، وهذه العواصف توشك أن تطفئ شعلة الإيمان في نفوس كثير من أبناء المسلمين، ونحن -معشر الدعاة والوعّاظ- نختلف على الجزئيات، أو نبدأ في الدعوة بالفروع قبل الأصول.
وإذا نحن لم نعد بالإسلام إلى حقيقته، ونأخذه من ينبوعه فنعرضه على الشباب صافياً رائقاً، وتكن دعوتنا إلى المعروف بالمعروف، لا نكون قد قمنا بعمل ولا نكون قد أدّينا الواجب.
* * *