نحن لا ننكر المنكر ونمشي، بل نقف حتى نُحِلّ محلَّه المعروف.
* * *
إننا نريد أن ننشئ أمة جديدة، أمة مسلمة تمشي على سنن السلف، لتعيد مجد السلف وعز السلف. فكيف ننشئ هذه الأمة؟
كيف ينشئ الباني الدار؟ إنه يختار الحجارة، ثم ينحتها، ثم يشدّ بعضها إلى بعض. وحجارة بناء الأمة أفرادها، ولا تنشأ أمة صالحة من أفراد فاسدين. فلنبدأ بإصلاح الأفراد.
ولا بد هنا من شرطين؛ شرطان لا بد منهما لبلوغ الغاية التي نرجوها من هذه الأحاديث الدينية في الإذاعة، شرطان اثنان: واحد يُطلَب مني أنا المحدِّث، والآخر منكم أنتم يا أيها المستمعون.
أما الذي يطلب مني فهو أن أبدأ بنفسي فأعظها، لأن واعظ المسجد ومحدث الإذاعة ومعلم المدرسة، إذا لم يعظ نفسه لم يستطع أن يعظ الناس. إن فاقد الشيء لا يعطيه، والنبع الجاف لا يمد السواقي بالماء، والقلب الذي يملؤه الظلام لا يضيء للسالكين الطريق، والفؤاد الذي فيه الثلج لا يبعث في السامعين حرارة الإيمان، والعالم والمحدّث الذي يطمع في أموال الناس وفي دنيا الحكّام لا يستطيع أن يعظ الناس ولا أن ينصح الحكام.
والكلام الذي يخرج من القلب هو الذي يقع في القلب،