نشرت سنة 1968
يقيّدني أخي الأستاذ العامودي (?) من لطفه المَشوب بالحزم بقيد من حرير، ناعم الملمس ولكنه قوي الشدّ لا أستطيع أن أفلت منه، وقد ماطلته بالمقالة أياماً، ثم أكدت له الوعد أن أدفعها إليه اليوم.
وجاء اليوم، وجاءني معه صداع أخذ يشق رأسي، حتى لقد أحسست في صدغي ووراء أذني بمثل المطارق، ولم أعد أقدر على صفحة أسوّدها أو سطور أخطّها، وشُغلت بنفسي عن القرّاء وعن المجلة. وخفت الأستاذ أن أعود إلى الاعتذار، فنظرت في أوراقي، فوجدت أخباراً كنا جمعناها أنا وأخي ناجي (?) لنعمل منها كتاباً، ثم صرفَتنا عنه الصّوارف. فقلت: أختار منها طاقة (?)، طاقة أخبار لا طاقة أزهار، أشغل بها القراء وأدفع عني بها غضب الأستاذ.