من قولها: «إن المجمع ثقافته شرقية»! بل لقد ضبطتنا متلبسين بالجريمة وأشهدت علينا أننا كنا نحمل كتباً صفراء، وكان الذي نحمله «شرح المواقف» للسيد. ومثل هؤلاء لا يقرؤون الأدب العربي إلا إذا صيغ هذه الصياغة!
* * *
وعندنا أن هذه القصة بكل ما قرأنا -في العربية- من قصص ما يزال أكثر أصحابها يُنشئون أدباً فرنسياً أو إنكليزياً بحروف عربية. وعندنا أنك إذا استكثرت من هذا النوع غَطّيت على خيام أهل الجديد ودُورهم المَبنيَّة من الطين والقش بقصر شامخ من الصخر يَثبت ما ثبت الدهر. وعندنا أن مئة قصة من مثل هذه القصة تنشئ الأدب العربي إنشاء جديداً، وتخرج من الشيخ الهِمّ الفاني الذي ينتظر الموت شاباً قَويّاً بَهيّاً جاء يستأنف الحياة بحنكة الشيخوخة، وتجعل من الأدب العربي أدبين: أدب أربعة عشر قرناً، وأدب الرافعي!
ولست والله أمدحك لأتملّقك وأتزلف إليك، وما بي -بحمد الله- رذيلة التملّق والتزلف. بل إني لأنقم منك أحياناً أنك تبالغ في الدقة وتُمعن في السَّبْك الفنّي لمعانيك وألفاظك حتى ما أكاد أفهم عنك. وإننا لنحفظ جُمَلك هذه الغامضةَ ونتنادر بها، على حين أنك تعرف من نفسك القدرة على أسهل الكلام وأوضحه وأن شعرك ليّن سائغ عذب كالماء.
ولكني أمدحك -وما أجدني صنعت شيئاً- لأنك في نفسي أكبر من ذاك؛ إنك واحد من عشرة هم كُتّاب العربية في كل