الأديب، فيعبّر عن شعوره بقطعة من الشعر أو النثر ينشئها ويبدعها، فيجيء الناقد فيضعها في كفّة ميزانه، ويضع في الكفة الأخرى الصورةَ الكاملة التي يريدها لها، ثم يبيّن ما في القطعة من الخفة أو الرُّجْحان، ومن الكمال أو النقصان.

أما تاريخ الأدب فهو ترتيب وتصنيف. الأديب يشعر فيعبّر، والناقد يزن فيقدّر، فيأتي مؤرخ الأدب فينظر في آثار الأدباء وفي أحكام النقاد، ويلحظ التسلسل الفكري والتعاقب الزمني، وينظم ذلك كله في دراسة عامة وسرد شامل.

أشكال الأدب (الشعر والنثر)

إن أكثر المتأدّبين لا يفرقون بين الشعر والنثر إلا بالوزن، مع أن في الموزون ما ليس بشعر، كقول ابن مالك:

ولا يَصحّ الابتدا بالنَّكِره ... ما لم تُفِد؛ كعِنْدَ زَيد نَمِرَه

وقول معارض الدّريدية:

مَن لم يُرِد أن تنتقب نِعالُهُ ... يحملها في يده إذا مَشَى

ومن أراد أن يصونَ رِجْلَهُ ... فلبسُها خيرٌ له من الحَفى

وقول الآخر (وهو -إن أردت الصدق- من أصدق القول):

الليل ليلٌ، والنهارُ نهارُ ... والأرضُ فيها الماء والأشجار

وفي غير الموزون ما هو الشعر محض الشعر، كالذي ترجمه الزيات نثراً من شعر لامارتين، وما نثر به زكي مبارك الكثير من شعر الشريف، وفي كثير مما كتب الرافعي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015