بيَّن الله في هذه الآية مهمة الرسول صلّى الله عليه وسلّم وهي بيان القرآن، ولما كانت هذه المهمة موكلة بالرسول صلّى الله عليه وسلّم لَزِمنا أن نرجع إلى تفسيره لهذا القرآن، ومن المقومات التي تجعلنا نرجع إلى تفسيره صلّى الله عليه وسلّم أن السنة وحي من الله لقوله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 4]، ولذا فهي بمنزلة القرآن في الاستدلال، وهي أصل في فهم القرآن؛ لقوله تعالى: {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ}، وهذا يعني أنه لا يمكن الاستغناء عن البيان النبوي؛ لأنه لا أحد من خلق الله أعلم بمراد الله من رسوله صلّى الله عليه وسلّم.
الأنواع المستنبطة في تفسير الرسول صلّى الله عليه وسلّم للقرآن:
يمكن استنباط أنواع التفسير النبوي للقرآن (?) بعد استعراض الأحاديث النبوية، وقد ظهر لي من خلال ذلك ما يلي:
1 - أن يبتدأ الصحابة بالتفسير فينص على تفسير آية أو لفظة، وله أسلوبان:
أـ أن يذكر التفسير، ثم يذكر الآية المفسَّرة.
ب ـ أن يذكر الآية المفسَّرة، ثم يذكر تفسيرها.
2 - أن يشكل على الصحابة فهم آية فيفسرها لهم.
3 - أن يذكر في كلامه ما يصلح أن يكون تفسيراً للآية.
4 - أن يتأول القرآن، فيعمل بما فيه من أمر، ويترك ما فيه من نهي.
وإليك أمثلة هذه الأنواع:
1 - أن ينص على تفسير آية أو لفظة، وله أسلوبان:
الأول: أن يذكر التفسير ثم يذكر الآية المفسَّرة: