به فدق فخذه، فأتى الأسد على ثلاث قوائم وأقعى معه على الرابية يشكوان بثهما، وما دهيا به من ذلك الحراث. فمرت بهما نعرة، فقالت: ما لكما على هذه الحال؟ فأخبراها خبرهما، فقالت: أنا آتيه فستدير به حتى أدخل (?) في أنفه وأنتقم لكما منه، فجزياها خيراً، ومضت فجعلت تستدير برأس الحراث وتروم الولوج في أنفه فتغافل لها حتى دنت فقبض عليها، وتناول عوداً ودسه في استها، وأرسلها فجاءت إلى الأسد والثعلب وهي في شر من حالهما، قد سد العود دبرها وأثقلها عن الطيران. فبينا هم على ذلك يتشاكون جاءت امرأة الحراث بغدائه، فتقدم الحراث إليها ورفع رجليها، وجعل يباشرها وهو بمراى من تلك الدواب. فقال الأسد: ما ترون هذا المشؤوم يفعل بهذه المرأة المسكينة؟ والله إني لأظنه يخصيها، فقال الثعلب: ما أراه إلا يكسر فخذها، فقالت النعرة: لا والله بل يدخل استها عوداً، فكانت النعرة أصدقهن ظناً.
وقيل: إن خاصي الأسد هو الإصبع التي يفرس بها من براثنه، ذكر ذلك قاسم بن ثابت عن رجاله.