قال أبو عبيد: ومن أمثالهم في المعرفة والعلم قولهم " هو ابن بجدتها " وأصله الرجل يكون هادياً (?) خريتاً في الأرض ثم صار ذلك مثلاً لكل عارف ماهر.
ع: يقال فلان ابن بجدة هذا الأمر إذا كان عالماً به. وأصله من بجد بالمكان بجوداً إذا أقام به، والمقيم بالموضع الساكن فيه هو العالم به. وقال كراع: يقال فلان من أهل البجد إذا كان من أهل البادية. قال: ومن هذا قالوا: فلان ابن بجدتها.
قال أبو عبيد: ومن أمثالهم " على هذا دار القمقم " أي إلى هذا صار معنى الخبر.
ع: إن كان يريد القمقم المستعمل فهو رومي معرب، وقد تكلمت به العرب. قال عنترة (?) :
حش الإماء به جوانب قمقم (?) ... ولا أدري ما معنى دوران هذا القمقم (?) . وحكى أبو حاتم عن العرب: القمقم طرف الحلقوم، وهذا المراد في المثل، والله أعلم، لأنه يدور عند الكلام ويتحرك، وخروج الصوت عليه، فمعنى المثل إلى هذا صار الكلام وعليه دار.