ع: البيت الأول الذي (?) للحطيئة يهجو به الزبرقان بن بدر وخبرهما مشهور، وفيه سؤال: وذلك أن ظاهره أن المكارم لا ينالها إلا من رحل في بغائها، ولا ينالها المتودع المقيم في منزله، وإنما أراد الشاعر أن المكارم قد فاته نيلها ونأى عنه شأوها فلا يدركها أبداً، وضرب لذلك الارتحال والبغاء مثلاً، كما قال الآخر:
دببت للمجد والساعون قد بلغوا ... جهد النفوس وألقوا دونه الأزرا
وكابدوا المجد حتى مل أكثرهم ... وعانق المجد من أوفى ومن صبرا وليس هناك جري ولا حركة، ولكنه مثل لنيل المجد بالجهد وامتناعه من أن يناله أكثرهم.
ومثل قول الحطيئة قول ابن زيابة التيمي (?) :
إنك يا عمرو وترك الندى (?) ... (?) كالعبد إذ قيد أجماله فهذا ذاك، يقول: إنك متودع غير جاهد في طلب المجد، كالعبد إذ وجد موضع الكلأ والخصب فثبت به ولم يحتج إلى ارتياد مرعى.
وأما قوله: إني وجدت من المكارم حسبكم ... فإنه لعبد الرحمن بن حسان،