فيها النعمان لطعامه، لبس العيار تلك الحلة، وخرج يتعارج، فلما رآه النعمان قال: هذا ضرار. فلما صار بحيال النعمان كشف عن عورته فخرئ، ثم أحضر (?) يتعارج منصرفاً، فقال النعمان: ما لضرار قاتله الله يستقبلني بهذا عند طعامي ولا يهابني! وغضب وهم به، فقال ضرار: أبيت اللعن، إن كنت فعلت فعلي وعلي ولكنه العيار لما ذكرت لك من سلخه (?) التيس. فصدقه النعمان وأنكر العيار، وتسابا عند النعمان، ثم افترقا.
ووقع بين أبي مرحب اليربوعي وبين ضرار شر فذكره أبو مرحب عند النعمان والعيار حاضر. وضرار غائب، فأمضه، فشم العيار أبا مرحب وذكره وقال: مثلك يشتم ضراراً؟ فقال النعمان: ويلك، ألم أسمعك تقول في ضرار أخبث مما قال؟ فقل العيار " إني آكل لحمي (?) ولا أدعه لآكل ". قال النعمان: " لا يملك (?) مولى نصراً ".
قال أبو عبيد: ومن هذا مقالة عثمان بن عفان لعلي بن أبي طالب، رضي الله عنهما، حين كتب إليه وهو محصور، وكان علي، رضي الله عنه، غائباً: إذا أتاك كتابي هذا فأقبل إليّ، كنت لي أم علي (?) :
فإن كنت مأكولاً فكن خير آكل ... وإلا فأدركني ولما أمزق ع: هذا البيت لشأس بن نهار العبدي من عبد القيس وبه لقب الممزق، وفي شعر ابنه عباد أنه هو الممزق؟ بكسر الزاي؟ قال عباد بن شأس بن نهار:
أنا الممزق أعراض اللئام كما ... كان الممزق أعراض اللئام أبي