ع: قال غيره: إنما يضرب هذا المثل في إفشاء السر، يقول: إذا مذل صديقك بسرك كما ينضج هذا السقاء الواهي بالماء فدعه ولا تؤاخه، فلا خير لك فيه، وهذا المثل قد روي في أشطار رجز
خل سبيل من وهى سقاوه ... ومن هريق بالفلاة ماؤه قال أبو عبيد: وكذلك قولهم " خله درج الضب ".
ع: قال أبو عمر المطرز: الدرج: الطريق البين، ومعناه عندي الذهاب، يقول: خله يذهب ذهاب الضب، أي خله ضالاً كضلال الضب، لأن الضب أسوأ الحيوان هداية، ولذلك تضرب به العرب المثل فتقول " ضل من ضب، وأضل من ورل " قالوا: ولذلك لا يخلو من حجر عند باب حجره يهتدي به إليه. فقالوا في المثل السائر أيضاً: " كل ضب عند مرداته " يضرب مثلاً لحضور حوادث الزمان وأن الإنسان لها غرض، كما أن الضب لا يعدم محترشه بحضرة حجره حجراً يضربه به.
وأنشد أبو عبيد في مثل هذا للبيد (?) :
فاقطع لبانة من تعرض وصله ... ولخير واصل خلة صرامها ع: قوله من تعرض وصله يقول: من تعوج وصله ولم يستقم.
ومثاله قول امرئ القيس:
إذا ما الثريا في السماء تعرضت ...