قفاؤك أحسن من وجهه ... وأمك خير من المنذر وقفا غادر في موضع نصب على الحال (?) أراد هو شر إذا كان قفا غادر أو إذا صار قفا غادر أي قبح المنظر مع قبح المخبر شر، فهو مبتدأ وشر خبره، وقفا غادر في موضع نصب على الحال، كما تقول: زيد قائماص أحسن منه جالساً. ويحتمل أن يكون " هو " ضمير الأمر والشأن فهو مبتدأ وما بعده جملة في موضع الخبر عنه والتفسير له، أي الأمر الصحيح قفا غادر شر من قفا واف. ويجوز أيضاً على هذا التقدير " هي " على معنى القصة، كما قال تعالى {فإنها لا تعمى الأبصار} (الحج: 46) .
قال الأصمعي: والمثل لعبيد بن شجنة، قاله في الجاهلية، وقال غيره: المثل لأبي حنبل جارية بن مر الطائي (?) - كان من حديثه أن امرأ القيس نزل به (?) ومعه أهله وماله وسلاحه ولأبي حنبل امرأتان جدلية وثعلية، فقالت (?) الجدلية: رزق الله أتاك، لا ذمة له عليك ولا عقد ولا جوار، فكله وأطعمه قومك. وقالت الثعلية: رجل تحرم بك واستجارك فأرى أن تحفظه وتقي له ماله (?) . فقام أبو حنبل إلى جدعة من الغنم فاحتبلها وشرب لبنها ثم مسح بطنه وقال:
لقد آليت أغدر في جداع ... وإن منيت أمات الرباع
لأن الغدر في الأقوام عار ... وأن الحر يجزأ بالكراع فقالت الجدلية: ما رأيت كاليوم قفا واف، فقال: " هو قفا غادرٍ شر ".