قال: وأخبرني [ابن] الكلبي أن هذا المثل إنما ضربوه للصقعب بن عمرو النهدي، قاله فيه النعمان بن المنذر، وهذا على معنى من قال: قضاعة من معد لأن نهداً من قضاعة.
ع: حذف " أن " من المثل أشهر عند العلماء، فيقولون: تسمع بالمعيدي؟ بضم العين؟ وتسمع؟ بنصبها؟ على إضمار أن، وأكثرهم أيضاً يقول: لا أن تراه.
والصقعب لقب واسمه جشم بن عمرو، والصقعب: الطويل.
وقول أبي عبيد: وهذا على معنى من قال قضاعة من معد يريد لقولهم أن تسمع بالمعيدي، وضرب مثلاً أول ما نطق به لنهدي، ونهد من قضاعة. وأهل العلم بالنسب مجمعون (?) على أن معد بن عدنان ولد من المعقبين أربعة: قضاعة وقنصاً وإياداً ونزاراً. فصارت قضاعة إلى اليمن وقالوا:
نحن بنو الشيخ الهجان الأزهر ... نحن بنو قضاعة بن حمير النسب المشهور فير المنكر ... والصقعب هذا هو الذي يضرب به المثل فيقال " أقتل من صيحة الصقعب " وزعم ابن النحاس فيما رواه عن رجاله أنه صاح في بطن أمه صيحة سمعت، وأنه صاح بقوم فهلكوا عن آخرهم.
قال أبو عبيد: وأما المفضل (?) فحكي عنه أن المثل للمنذر بن ماء السماء قاله لشقة بن ضمرة التميمي، وكان سمع بذكره، فلما رآه اقتحمته عينه فقال " أن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه " قال فقال شقة: إن الرجال ليسوا