ع: كثير من العلماء يغلط في جذيمة المذكور فيظنه جذيمة الوضاح (?) ، وهو غيره، وجذيمة الوضاح سمي بذلك لوضوح لونه، وهو ابن الحارث بن زرعة بن ذي غيمان بن أخنس بن كبرال بن أصبح بن زيد بن قيس بن صيفي بن زرعة، وهو حمير الأصغر، وهذا نسب عال قديم جداً، والزبى بنت عمرو بن ظرب بن حسان بن أذينة بن السميدع بن هوثر؟ بالثاء المثلثة؟ بن غريب بن مازن ابن لأي بن عملية (?) بن هوثر بن العمالق (?) . وهؤلاء عمالقة حمير الذين خرجوا حرجاً (?) من البغي في الحرم لما حاربت قنطورا جرهماً فلحقوا بالشام فتملكوا بها، وأما جذيمة الأبرش فهو ابن مالك بن فهم بن غنم بن دوس الأزدي، كان به نمش وبرص، وهو من ملوك الحيرة، وأول من ملكها من الأزد أبو مالك ثم أخوه عمرو بن فهم ثم ابنه جذيمة بن مالك الأبرش هو الذي ناصب عمرو بن الظرب أبا الزبى فظفر به وقتله، فلم تزل بنته تنصب له الحبائل وتطعمه في نكاحها وترغبه في ملكها مجموعاً إلى ملكه، وقصير ينهاه ويحذره مكرهاً ويذكره وترها، فأبى إلا اتباع هواه في شأنها والنهوض إلى دار سلطانها وذلك بتدمر فلما صار ببقة وكانت الفرز (?) ما بين المملكتين شاور رجاله في المضي لنيته والاستمرار لطيته، فكلهم صوب ذلك إلا قصيراً فإنه استمر على نهيه عنه، قال نهشل بن حري بن ضمرة (?) :
ومولى عصاني واستبد بأمره ... كما لم يطع بالبقتين قصير وقال عدي بن زيد (?) :
دعا بالبقة الأمناء يوماً ... جذيمة ينتحي عصباً ثبيناً