المتقون, فكونوا بسبيل من ذلك, فانظروا أن لا يلقاني الناس يحملون الأعمال, وتلقوني بالدنيا, فأصد عنكم بوجهي"1
وهذا الحديث بمعنى قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} 2.
ومعنى قوله: {وَلا تُسْأَلونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} . لا تؤاخذون بسيئاتهم كما لا تثابون بحسناتهم.
وهذه الخصلة موجودة اليوم في كثير من المسلمين, ورأس مالهم الافتخار بالآباء, فمنهم من يقول: أنا من ذرية عبد القادر الكيلاني, ومنهم من يقول: أنا من ذرية أحمد الرفاعي, ومنهم من يقول: أنا بكري, ومنهم من يقول: أنا عمري, ومنهم من يقول: أنا علوي أو حسني أو حسيني, ولا فضيلة لهم ولا تقوى, وكل ذلك لا ينفعهم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى اله بقلب سليم, ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لفاطمة: " يا فاطمة بنت محمد, لا أغني عنك من الله شيئا"3.
وما قصد أولئك المفتخرين بآبائهم- وهم عارون عن كل فضيلة- إلا أكل أموال الناس بالباطل, وفي المثل: "كن عصاميا, ولا تكن عظاميا"
إن الفتى من يقول ها أنا ذا ... ليس الفتى من يقول كان أبي4