التاسعة والستون: دعاؤهم الناس إلى الكفر مع العلم. وهذه حال اليهود, فإنهم يعلمون من كتبهم صدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم, ومع ذلك يدعون الناس إلى مخالفته والكفر به, وتكذيبه, كما قال تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} البقرة: 109, وقال تعالى: {َا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} آل عمران: 71. وقال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} آل عمران:99.
ومشابهوهم في عصرنا هذا كثير, وذلك أن أغلب دعاة الضلالة بعلمون أن الحق هو ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ويستيقنون ذلك, ومع ذلك الناس على خلافه, ويشككونهم فيه, حسدا من عند أنفسهم فغلى الله المشتكى وهو المستعان.