وقد يغرق 1 في البحر أمم كثيرة, فلا يكون ذلك دليلا على نبوة نبي, بخلاف غرق فرعون وقومه, فإنه كان آية بينة لموسى.

وهذا موافق لما أخبر به موسى عليه الصلاة والسلام من أن الكذاب لا يتم أمره, وذلك بأن الله حكيم لا يليق به تأييد الكذاب على كذبه من غير أن يبين كذبه.

ولهذا أعظم الفتن: فتنة الدجال الكذاب, لما اقترن بدعواه الألوهية بعض الخوارق, كان معها ما يدل على كذبه من وجوه:

منها: دعواه الألوهية, وهو أعور والله ليس بأعور2, مكتوب بين عينيه: كافر3, يقرؤه كل مؤمن قارئ وغير قارئ4, والله تعالى لا يراه أحد حتى يموت5, وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذه العلامات الثلاث في الأحاديث. الصحيحة.

فأما 6 تأييد الكذاب ونصره وإظهار دعوته دائما فهذا لم يقع قط, فمن يستدل على ما يفعله الرب سبحانه بالعادة والسنة, فهذا هو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015