والكل يقول باستقلال الدهر بالتأثير.

وقد جاء النهي عن سب الدهر.

أخرج مسلم: «لا يسب أحدكم الدهر، فإن الله هو الدهر» (?) .

وفي رواية لأبي داود والحاكم (?) «قال الله عز وجل: يؤذيني ابن آدم يقول: يا خيبة الدهر، فلا يقل أحدكم: يا خيبة الدهر، فإني أنا الدهر، أُقَلِّبُ ليله ونهاره» (?) .

وروى الحاكم (?) - أيضا -: «يقول الله عز وجل: استقرضت عبدي فلم يقرضني، وشتمني عبدي وهو لا يدري، يقول: وادهراه! وأنا الدهر» .

وروى البيهقي (?) «لا تسبوا الدهر، قال الله عز وجل: أنا الأيام والليالي، أجددها وأُبْليها، وآتي بملوك بعد ملوك» .

ومعنى ذلك أن الله تعالى هو الآتي بالحوادث، فإذا سببتم الدهر على أنه فاعل وقع السب على الله عز وجل.

{وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ} [الجاثية: 24] أي: ليس لهم بما ذُكِرَ من قصر الحياة على ما في الدنيا، ونسبة الإهلاك إلى الدهر علم مستند إلى عقل أو نقل.

{إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} [الجاثية: 24] أي: ما هم إلا قوم قصارى أمرهم الظن والتقليد من غير أن يكون لهم ما يصح أن يُتَمَسَّك به في الجملة.

وقد ذكرنا في غير هذا الموضع ما يتعلق بالدهريين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015