ومن ذلك بعض الأيام والليالي المباركة كليلة القدر، وأيام الأعياد، وليلة النصف من شعبان (?) وغير ذلك، كل ذلك مما لم ينزل الله به من سلطان، ومن مكايد الشيطان.
التاسعة والسبعون الذبح عند القبور قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ - لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: 162 - 163] الأنعام: [162 - 163] .
أمره الله تعالى أن يخبر المشركين الذين يعبدون غير الله، ويذبحون له، أي: أنه أخلص لله صلاته وذبيحته؛ لأن المشركين يعبدون الأصنام ويذبحون لها، فأمره الله تعالى بمخالفتهم، والانحراف عما هم فيه، والانقياد بالقصد والنية والعزم على الإخلاص لله تعالى، فمن تقرب لغير الله تعالى ليدفع عنه ضيرا، أو يجلب له خيرا، تعظيما له، من الكفر الاعتقادي والشرك الذي كان عليه الأولون.
وسبب مشروعية التسمية تخصيص مثل هذه الأمور العظام بالإله الحق المعبود العلَّام، فإذا قصد بالذبح غيره كان أولى بالمنع.
«وصح نهيه صلى الله عليه وآله وسلم عمن استأذنه بالذبح بِبُوَانَةَ، وأنه قد نذر ذلك، فقال له صلى الله عليه وآله وسلم: " أكان فيها صنم؟ "، قال: " لا "، قال: " فهل كان فيها عيد من أعياد المشركين؟ "، قال: " لا "، قال: " فأوف بنذرك» . أخرج ذلك أبو داود في سننه (?) .