أورد ابن مفلح رحمه الله تعالى في الآداب الشرعية عن عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: شَرْطُ الصُّحْبَةِ إقَالَةُ الْعَثْرَةِ , وَمُسَامَحَةُ الْعِشْرَةِ , وَالْمُوَاسَاةُ فِي الْعُسْرَةِ.
الفرق بين المداراة والمداهنة:
مسألة: ما الفرق بين المداراة والمداهنة مع أن كلاهما ملاينة؟
فصل الخطاب في الفرق بين المداراة والمداهنة أن كلاهما ملاينة إلا أن المداراة ملاينة للوصول إلى حق والمداهنة ملاينة للوصول إلى باطل.
[*] قال معاوية ابن أبي سفيان - رضي الله عنه -: لو أنّ بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، كانوا إذا مدّوها أرخيتها، وإذا أرخوها مددتها.
[*] أورد ابن حبان رحمه الله تعالى في روضة العقلاء عن إبراهيم بن أدهم قال قال أبو الدرداء لأم الدرداء إذا غضبت فرضيني وإذا غضبت رضيتك فإذا لم نكن هكذا ما أسرع ما نفترق.
[*] أورد ابن حبان رحمه الله تعالى في روضة العقلاء عن ابن الحنفية قال ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لا يجد من معاشرته بداً حتى يأتيه الله منه بالفرج أو المخرج. أهـ
فالواجب على العاقل أن يداري الناس مداراة الرجل السابح في الماء الجاري ومن ذهب إلى عشرة الناس من حيث هو كدر على نفسه عيشه ولم تصف له مودته لأن وداد الناس لا يستجلب إلا بمساعدتهم على ما هم عليه إلا أن يكون مأثما فإذا كانت حالة معصية فلا سمع ولا طاعة والبشر قد ركب فيهم أهواء مختلفة وطبائع متباينة فكما يشق عليك ترك ما جبلت عليه فكذلك يشق على غيرك مجانبة مثله فليس إلى صفو ودادهم سبيل إلا بمعاشرتهم من حيث هم والإغضاء عن مخالفتهم في الأوقات.
ولله درُّ من قال:
دار من الناس ملالاتهم ... من لم يدار الناس ملوه
ومكرم الناس حبيب لهم ... من أكرم الناس أحبوه
[*] أورد ابن حبان رحمه الله تعالى في روضة العقلاء عن معاذ بن سعد الأعور قال كنت جالسا عند عطاء بن أبي رباح فحدث رجل بحديث فعرض رجل من القوم في حديثه قال فغضب وقال ما هذه الطباع إني لأسمع الحديث من الرجل وأنا أعلم به فأريه كأني لا أحسن منه شيئا.
(31) التآلف مع الإخوان:
ومن أهم الآداب التي ينبغي على المسلم أن يتحلى بها في معاشرة الإخوان التآلف مع الإخوان فإن المؤمن يألف و يؤلف و لا خير فيمن لا يألف و لا يؤلف.