وكَأَنَّ العَزِيفَ فِيهَا غِنَاءٌ لِلنَّدَامَى مِنْ شَارِبٍ مَسْمُودِ

قال أبو عبيدة: "المسمود: الذى غنى له"، وقال عكرمة: "كانوا إذا سمعوا القرآن تغنوا، فنزلت هذه الآية".

وهذا لا يناقض ما قيل في هذه الآية من أن السمود الغفلة والسهو عن الشيء، قال المبرد: هو الاشتغال عن الشيء بهمّ أو فرح يتشاغل به، وأنشد:

رَمَى الْحَدَثَانُ نِسْوَةَ آلِ حرْبٍ بمِقْدَارٍ سَمَدْنَ لهُ سُمُودَا

وقال ابن الأنباري: السامد اللاهي، والسامد الساهي، والسامد المتكبر، والسامد القائم.

وقال ابن عباس في الآية: "وأنتم مستكبرون". وقال الضحاك: "أشرون بطرون"، وقال مجاهد: "غضاب مبرطمون"، وقال غيره: "لاهون غافلون معرضون".

فالغناء يجمع هذا كله ويوجبه.

(تحريم ألآت اللهو والمعازف:

(حديث أبي مالك الأشعري في صحيح أبي داود) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير و الخمر و المعازف.

ووجه الدلالة منه: أن المعازف هي آلات اللهو كلها، لا خلاف بين أهل اللغة في ذلك. ولو كانت حلالا لما ذمهم على استحلالها، ولما قرن استحلالها باستحلال الخمر والحِر بالحاء والراء المهملتين، فهو استحلال الفروج الحرام.

(حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه الثابت في صحيح ابن ماجه) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يعزف على رءوسهم بالمعازف والمغنيات يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير.

وقد توعد مستحلي المعازف فيه بأن يخسف الله بهم الأرض، ويمسخهم قردة وخنازير. وإن كان الوعيد على جميع هذه الأفعال، فلكل واحد قسط فى الذم والوعيد.

معنى القيان: أي المغنيات

(حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن الخمر والميسر والكوبة والغبيراء وقال كل مسكر حرام.

[*] قال صاحب عون المعبود شرح سنن أبي داوود:

والكوبة هي الطبل كما رواه البيهقي من حديث بن عباس

والغبيراء اختلف في تفسيرها فقيل الطنبور وقيل العود وقيل البربط قال بن الأعرابي الكوبة النرد.

(حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما الثابت في السلسلة الصحيحة) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: إن الله حرم على أمتي الخمر، والميسر، والمزر، والكوبة، والقنين، وزادني صلاة الوتر.

المزر: النبيذ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015